حكم طلب الهدى للتصالح من غير الله إنه عنوان هذا المقال. ومعلوم أن هدى النجاح بيد الله عز وجل وحده لا يملكه غيره والله عز وجل أنكره في القرآن الكريم بأمر. ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث قال تعالى: {إنك لا تهدي من تحب} ، وعليه فهل يحرم على الإنسان أن يسترشد بغير الله بالنجاح؟ هل هناك نوع آخر من التوجيه؟ ما هي أسباب التوجيه؟ سيتم تناول كل هذه المواضيع في هذا المقال على النحو التالي:
حكم طلب الهدى للتصالح من غير الله
وقد ورد في مقدمة هذا المقال أن هدى النجاح بيد الله عز وجل وحده ، ولا يملكه إلا هو ، فلا نبي مرسل ولا ملاك قريب يملكه. وعليه فالحكم الآتي مما تقدم هو لا يجوز التوفيق من غير الله عز وجل – والله أسمى وأعلم.
التوجيه والإرشاد والأدلة
والهدى والأدلة هو النوع الثاني من الهداية ، وهو الهداية التي يملكها الإنسان ، وقد أثبته الله تعالى لرسوله الكريم في القرآن الكريم ، حيث قال تعالى: {وبالفعل هدى. إلى طريق مستقيم} ، ومن المعلوم أن الله قد وضع في الإنسان قدرة على الإرشاد ، كما قال تعالى: {حقًا هددناه إلى الطريق سواء كان شاكراً أو جاحداً} ، وقال تعالى: {وهديناه إلى العوينين} ، ومن سعى إلى الهداية أعطاهم الله الهدى ، كما قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا هديهم إلى دروبنا}.
أسباب التوجيه
بعد الحديث عن حكم التوفيق من غير الله ، والتحدث عن الهدى والأدلة ، يجب ذكر أسباب الهداية ، وقد ذكر العلماء عدة أسباب لذلك ، وأهمها: المذكورة أدناه:
- الإيمان بالله ودليله قوله تعالى: {ومن يؤمن بالله يهدي قلبه}.
- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودليل ذلك قوله تعالى: {واتبعه حتى تهتدي} ، ويقول تعالى: {وَإِنْ أَطْعَتَهُ هُدَّتَ}.
- الحرص على تعلم الوحي والعمل بما تعلمه منه ، والدليل على ذلك كلام الله تعالى: {ولو فعلوا ما يوصونهم ، لكان ذلك أفضل لهم وأقوى في التأكيد * وبعد ذلك نمنحهم منا أجرًا عظيمًا ونقودهم إلى الصراط المستقيم}.
- الإصرار على أداء العبادات كالصلاة والزكاة والصوم ونحو ذلك ، ودليل ذلك قوله تعالى: {فقط الذين آمنوا بالله واليوم الآخر ، وأقاموا الصلاة ، وأخرجوا الزكاة ، ولم يخشوا إلا الله ، فسكنوا مساجد الله. أن يكونوا من الموجهين}.
- الحمد لله وشكره على هذه النعمة لأن الشكر يزيدها كما قال الله تعالى: {ولما أعلن ربك: إن كنت شاكرا سأزدادك ، وإن كنت جاحدا فإن عقابي شديد.}
- دعاء الله تبارك وتعالى أن تثابر على هذا الالتزام حتى الموت. –رضي الله عنه – قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”.
- اختيار الخير ، ونصح الصحابة ، والابتعاد عن الصحابة السيئين ، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين صاحبه فليكن أحدكم). انظر إلى من هو صديق “. وقال: مثال الصحابي الصالح والصحاب السيئ كصاحب المسك وحارس الحداد. لا تحرم صاحب المسك ، لا تشتريه أو تجد رائحته ، والحدادة تحرق جسمك أو ملابسك ، أو تجد منه رائحة كريهة “.
حكم طلب الهدى للتصالح من غير اللهمقال نوقش فيه هدي الصلح وحكم طلبها من غير الله عز وجل ، وكذلك الهداية والأدلة. وفي نهاية المقال ، ذُكرت أسباب الهداية التي تحدث عنها العلماء ، ودليلها من القرآن الكريم والسنة النبوية.