تتبع المستشفيات الكبرى إجراءً تقليديًا يتمثل في تخصيص غرف عزل لعدد من المرضى، وذلك في ظل تفشي الجائحات التي ضربت العالم على مر العصور. كان آخر هذه النكبات جائحة كوفيد-19، حيث شهدت غرف العزل في العديد من المستشفيات زيادة كبيرة في عدد المرضى. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الأسباب التي تدعو إلى وجود هذه الغرف في بعض المستشفيات، فتابعوا القراءة لمعرفة المزيد.

الأسباب وراء وجود غرف عزل لبعض المرضى في المستشفيات

تعود الحاجة إلى غرف العزل في بعض المستشفيات إلى تفشي الأمراض المعدية عبر التاريخ، وكان من أبرزها جائحة فيروس كورونا. تختلف الحاجة إلى العزل بناءً على نوع المرض الذي يعاني منه المريض. فبينما هناك أمراض معدية تتطلب عزلًا صارمًا، فإن حالات أخرى كالإصابة بالإنفلونزا قد لا تستدعي ذلك. ومع ذلك، توجد حالات طبية أكثر خطورة تتطلب أن يقضي المريض فترة من العزل داخل المستشفى للحصول على الرعاية المناسبة، ومن بين هذه الأمراض الكوليرا والمراحل المتقدمة من كوفيد-19. إن الهدف الرئيسي من تخصيص غرف العزل في المستشفيات هو الحد من انتشار الأمراض المعدية.

ما هو الحجر الصحي

الحجر الصحي هو إجراء يتم من خلاله عزل المرضى المصابين بأمراض معدية يمكن أن تنتقل عبر اللمس أو الهواء أو السوائل. تعتبر المستشفيات المكان المثالي لتطبيق هذا العزل، حيث يتم عزل المصاب وتقديم الرعاية المناسبة له بواسطة فريق من الأطباء والممرضين المتخصصين. في الوقت نفسه، يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان شفاء المريض بشكل آمن دون التعرض للعدوى. كان هذا النظام قد تم تطبيقه بشكل واسع خلال انتشار فيروس كورونا، مما أدى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات إلى الحد الأقصى في أنحاء العالم.

يُستخدم الحجر الصحي في المصحات لعزل الأفراد المصابين بأمراض معدية سواء كانت ناتجة عن فيروسات أو بكتيريا، بغض النظر عن حالتهم الصحية السابقة. وقد تتطلب هذه العملية تجهيزات خاصة للمرضى الخاضعين للعزل، مثل المعاطف الواقية والقفازات والأقنعة، بالإضافة إلى أدوات التحكم الفني مثل غرف الضغط ومعدات تدفق الهواء، والعديد من الحواجز التي تضمن سلامة الجميع.

متى بدأ تطبيق الحجر الصحي لأول مرة

تخبرنا ، مثل شبكة فرانس 24، أن أول استخدام للحجر الصحي يعود إلى عام 1377 في مدينة دوبروفنيك الكرواتية، حيث كانت تُفرض قيود على العزل فور ظهور الأمراض. ثم تم تطبيق الأمر ذاته في مدينة البندقية بإيطاليا في عام 1423، عندما تم فرض العزل على السفن القادمة من مناطق تسودها أوضاع صحية سيئة ناجمة عن وباء الطاعون. استمرت فترة الحجر على هذه السفن لمدة 40 يومًا، وكان اسم الحجر “كارنتين” مستمدًا من الكلمة الفرنسية “كارانت”، والتي تعني الرقم 40.