يعتبر جفاف الفم ومرض السكري من المكونات التي تثير القلق لدى العديد من الأشخاص. وفي مقالنا هذا، سنتناول موضوع جفاف الفم، وأعراضه، وطرق العلاج المتاحة. إن جفاف الفم قد يكون عرضاً لأمراض أخرى تتجاوز الفم واللثة. كما أن هناك ارتباطًا قويًا بين جفاف الفم ومرض السكري؛ إذ يعد جفاف الفم من الأعراض الشائعة لهذا المرض، وعدم التعامل معه بشكل صحيح قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهابات اللثة على المدى البعيد. فالعاب اللعاب تلعب دورًا حيويًا في حماية الأسنان من التسوس، وتحسين عملية الهضم، وتعزيز القدرة على التذوق، لذا من الضروري معالجة جفاف الفم في أسرع وقت ممكن.
جفاف الفم ومرض السكري
يمكن استشارة مختص لتحديد أسباب جفاف الفم، وما إذا كان يشير إلى مرض السكري من عدمه، وذلك لضمان الحصول على تشخيص دقيق للعلاج. أحيانًا، يكون جفاف الفم ناتجًا عن مرض السكري الذي لم يتم تشخيصه بشكل دقيق. ومن مظاهر جفاف الفم توقف الغدد اللعابية عن إفراز اللعاب بكميات كافية، مما يؤدي إلى شعور غير مريح بجفاف الحلق. وفيما يلي بعض الأعراض التي ينبغي معرفتها
- التسبب في رائحة فم كريهة
- الإحساس بحرقة في الفم
- ظهور تقرحات والتهابات بالفم
- صعوبة في البلع والأكل والكلام
- جفاف الشفاه وتشققها
اقرأ المزيد هنا
ارتفاع مستوى السكر في الدم
في سياق الحديث عن جفاف الفم ومرض السكري، من الممكن أن تكون هناك أسباب إضافية لجفاف الفم، وأولها ارتفاع مستوى السكر في الدم. هذه الظاهرة شائعة بين الأفراد المصابين بأنواع السكري المختلفة، خاصة عند ومعالجة السكري بشكل غير فعال. زيادة مستوى الجلوكوز في الدم تؤدي إلى نشوء جفاف الفم، وبالرغم من أن هذه الأسباب ليست مؤكدة، فإن الأعراض الأخرى التي ينجم عنها ارتفاع مستوى السكر في الدم تشمل الشعور بالعطش، والإرهاق، ونمو الخمائر، بالإضافة إلى ضعف وضوح الرؤية، والشعور بالصداع. هناك أيضاً أسباب أخرى تشمل
- عدم تناول كمية كافية من السوائل، والتي تعتبر ضرورية لإنتاج اللعاب في الفم
- يعاني بعض مرضى السكري الكاذب من أعراض أقل مقارنة مع مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين، مما يؤدي إلى صعوبة الكلى في منع إفراز الماء، مما يتسبب في العطش الدائم والجفاف
- يشكو مريض السكري عادةً من عطش مستمر يؤدي إلى زيادة التبول، مما يزيد فرصة جفاف الفم
- بعض الأدوية المستخدمة من قبل مرضى السكري قد تساهم كذلك في جفاف الفم، مثل الميتفورمين ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين المستخدمة لعلاج ضغط الدم والسكري
كيفية الحفاظ على صحة الأسنان لدى مرضى السكري
إذا كان مستوى السكر لدى المريض مرتفعاً بشكل مستمر، فمن الضروري زيارة متخصص للحصول على إرشادات حول النظام الغذائي المناسب والأدوية اللازمة. إليكم بعض النصائح الطبية الهامة
- ضرورة تناول كميات كافية من الماء والسوائل، حيث أن نقصها يتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى شعور المريض بالعطش الشديد
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر مثل المشروبات الغازية والعصائر المحلاة
- يمكن تجنب جفاف الفم الناتج عن مرض السكري من خلال الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص
- شرب كميات كبيرة من الماء لتعويض ما يفقده مريض السكري أثناء عملية التبول
- تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، حيث أن له تأثيراً سلبياً على ترطيب الفم
- زيادة إفراز اللعاب من خلال مضغ العلكة أو استهلاك قطع الحلوى الصلبة
أنواع مرض السكري
هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري، وهما السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني.
السكري من النوع الأول
هذا النوع قد يصيب الأطفال والبالغين، ويتسبب في تدمير خلايا بيتا في البنكرياس. الأسباب وراء ذلك لا تزال غير معروفة، وقد تتطور هذه الحالة بسرعة لدى الأطفال على مدى أسابيع أو سنوات، في حين تستمر لفترات أطول لدى البالغين. يمكن أن يظهر السكري من النوع الأول في جميع المراحل العمرية، وأحيانًا يصعب تشخيصه بشكل صحيح، مما يؤدي إلى سوء الفهم حول نوع السكري الذي يعاني منه المريض، خاصة في حالات التقدم في العمر.
السكري من النوع الثاني
السكري من النوع الثاني يرتبط بشكل عام بأسباب وراثية ويؤثر على خلايا بيتا في البنكرياس على مدى عدة سنوات. إذا كان الشخص مراعيًا لنمط حياة صحي وينخرط في النشاط البدني، فإن فرص إصابته بالسكري تكون منخفضة حتى لو كان لديه مستوى أنسولين منخفض. السمنة وقلة ممارسة الرياضة تعتبران من الأسباب الرئيسية للإصابة بهذا المرض. ونلاحظ أن السكري من النوع الثاني هو الأكثر شيوعًا، فقد تجاوزت أعداد المصابين في السنوات الأخيرة حوالي مائة وخمسين مليون شخص، ويتوقع أن تتضاعف الأرقام بحلول عام 2025، وبالمثل يمكن الوقاية منه.
أعراض مرض السكري
أحيانًا لا يظهر على المريض أي أعراض، وقد تتفاوت الأعراض من شخص إلى آخر حسب نوع المرض. تشمل أعراض السكري ما يلي
- زيادة وتكرار التبول
- شعور دائم بالعطش
- شعور بالجوع المستمر
- فقدان الوزن بشكل غير مبرر
- تعب عام شديد
- صعوبة في شفاء الجروح
- ضعف الرؤية
- معرض للإصابات في اللثة والجلد والمسالك البولية
أسباب الإصابة بمرض السكري
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، ومن أبرزها
- تغير نوعية الغذاء والإقبال على الأطعمة الجاهزة الغنية بالدهون والسكريات التي يمتصها الجسم بسهولة
- نقص النشاط البدني
- تعتبر زيادة الوزن عاملاً رئيسياً للإصابة بهذا المرض
اقرأ المزيد هنا
خطورة الإصابة بمرض السكري
يؤدي السكري من النوع الأول أحيانًا إلى مهاجمة نظام المناعة للخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يؤدي إلى نقص حاد أو انعدام لإنتاج الأنسولين. هذا يجمع السكر في مجرى الدم بدلاً من توزيعه على خلايا الجسم. قد تكون العوامل الوراثية والتاريخ العائلي سبيلًا للإصابة بهذا المرض، وكذلك يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية إلى الإصابة بالسكري، ولكن السبب الدقيق لا يزال غير معروف.
سكري الحمل وعوامله
تفرز المشيمة خلال فترة الحمل هرمونات تؤثر على مقاومة الخلايا للأنسولين. مع التقدم في الحمل، تزداد هذه الهرمونات مما يجعل عمل الأنسولين أكثر صعوبة. البنكرياس قد يقوم بزيادة إنتاج الأنسولين للتغلب على هذا التحدي، وفي حال عدم القدرة على ذلك، يتجمع القليل من السكر في الدورة الدموية مما يؤدي إلى سكر الحمل. هذا المرض يمكن أن يظهر لدى أي سيدة حامل، وعادة ما يختفي بعد الولادة.
بهذا نكون قد استعرضنا تفاصيل جفاف الفم ومرض السكري وأعراضهما، بالإضافة لمجموعة من المعلومات الحيوية حول أنواع السكري وأعراضه، ونأمل أن يكون هذا المقال قد أفادكم. شكرًا لقراءتكم.