تعتبر الوقاية من هشاشة العظام أحد الأهداف الهامة التي يسعى لتحقيقها العديد من الأفراد، خصوصًا أولئك المعنيين بالصحة العامة والمهتمين بالحفاظ على لياقتهم البدنية، وخاصة عند تقدمهم في العمر. ونظرًا لخطورة هذا المرض وأهمية طرق الوقاية منه، خصصت منظمة الصحة العالمية يومًا يُعرف باليوم العالمي لهشاشة العظام. يتم خلال هذا اليوم توعية المجتمع بأهمية الوقاية والتقليل من فرص الإصابة بهذا المرض، كما يتم عرض أحدث الأبحاث العلمية في هذا المجال، بالإضافة إلى الحملات التوعوية الموجهة للأطفال في المدارس والمراكز العامة، حيث تبدأ جهود الوقاية منذ مراحل الطفولة وتمتد إلى كافة مراحل الحياة.

مرض هشاشة العظام

يمثل هشاشة العظام حالة تصيب العظام مما يؤدي إلى ضعفها وزيادة قابلية حدوث الكسور حتى مع أقل مجهود، بل يمكن أن تحدث الكسور أحيانًا بسبب السعال أو الاصطدام الخفيف. وتعتبر المناطق الأكثر شيوعًا للإصابة هي العمود الفقري واليد والورك. ويعاني من هذا المرض جميع الفئات العمرية، فهو ليس محصورًا بسن معين، إذ يتأثر أيضاً بعادات غذائية خاطئة تراكمت منذ الطفولة.

أعراض الإصابة بهشاشة العظام

قد تتشابه أعراض الإصابة بهشاشة العظام مع أعراض أمراض أخرى، حيث تبدأ بالشعور بآلام بسيطة في العظام ولكنها تزداد حدتها مع تقدم الحالة، ومن أهم هذه الأعراض

  • قصر القامة أو عدم توازن الأطراف.
  • الانحناء الملحوظ وتقوس الظهر وصعوبة الوقوف بشكل مستقيم.
  • آلام شديدة في الظهر نتيجة خلل في الفقرات.
  • الشعور بتيبس في القدم والظهر نتيجة تآكل الفقرات.
  • سهولة التعرض للكسر نتيجة إصابات طفيفة أو سقوط من ارتفاع منخفض.

أسباب الإصابة بهشاشة العظام

تتعدد أسباب الإصابة بهشاشة العظام، ولكن يعد سوء التغذية منذ الصغر هو العامل الأساسي. ومن ضمن الأسباب الرئيسية التي تسهم في حدوث هذا المرض

سوء التغذية

تشكل العادات الغذائية الخاطئة ضررًا كبيرًا على مستويات الحديد والكالسيوم في الجسم، حيث يتسبب تناول الأطعمة الغنية بالدهون في نقص هذه المعادن. وغالبًا ما تقع الأمهات في فخ الاستسلام بسبب رفض أطفالهن تناول الخضروات، دون الاستمرار في تقديمها بطرق جذابة.

نقص الكالسيوم

يعتبر الكالسيوم عنصرًا ضروريًا لبناء العظام، وقد أكدت الأبحاث على أهمية حصول الجسم على الكمية المناسبة منه، إذ يؤدي نقصه إلى انخفاض كثافة العظام والشعور بآلام مضنية حتى مع الجهد اليسير.

التدخين

يعد التدخين من الأسباب الرئيسية للإصابة بهشاشة العظام، إذ يساهم في انقباض الأوعية الدموية المسؤولة عن تزويد العظام بالدم، مما يزيد من فرصة تعرض العظام للكسور.

  • التقدم في العمر، خاصة عند الوصول لمرحلة الشيخوخة.
  • الإصابة بأمراض مثل السرطان والتعرض للعلاج الإشعاعي والكيماوي.
  • قصور أو نشاط زائد في الغدة الدرقية مما يؤدي للتغيرات في الوزن وصحة العظام.
  • قلة النشاط البدني وضعف ممارسة الرياضة.
  • عدم علاج التهاب المفاصل مما يزيد من المخاطر.

طرق الوقاية من هشاشة العظام

  • التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ أو تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين (د) بالإضافة إلى مصادر الغذاء مثل السالمون والسردين.
  • اتباع نظام غذائي متوازن يضم الفواكه والخضروات والبروتينات لمد الجسم بالطاقة اللازمة وتحسين صحة العظام.
  • الإكثار من تناول الألبان والخضروات الورقية مثل البروكلي والخرشوف، كونها مصادر غنية بالكالسيوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لتعزيز قوة العظام ومرونة المفاصل، ومن أبرز التمارين المفيدة هي الركض، واليوغا، والرقص.
  • الابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين والمشروبات الكحولية.
  • تجنب المشروبات الغازية، حيث تؤدي إلى نقص كثافة العظام، خاصة عند الأطفال.

هشاشة العظام والنساء

تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، حيث يؤدي الحمل والرضاعة المتكررة إلى نقص مستويات الكالسيوم في الجسم. كذلك، تمر النساء بمرحلة سن اليأس حيث يتوقف الطمث، لذا ينصح باتباع النصائح التالية

  • يجب أن تراقب النساء مستويات هرمون الأستروجين في أجسادهن من خلال الفحوصات الدورية.
  • الوعي بانخفاض مستويات الأستروجين يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة العظام.
  • إجراء فحوصات دورية للغدة الدرقية، حيث أن أي خلل قد يؤثر على كثافة العظام.
  • استشارة الطبيب في حال تناول الأدوية التي قد تسبب مشاكل في كثافة العظام.

أكلات تقي من هشاشة العظام

  • أثبتت الأبحاث أن تناول ثلاث تمرات يوميًا يساعد على تعزيز المناعة والحماية من هشاشة العظام.
  • إدخال زيت جوز الهند للطعام يسهم في تقليل خطر الإصابة بالمرض.
  • سمك السالمون والسردين من الأطعمة الغنية بالأوميغا 3، مما يعزز من صحة العظام والجهاز المناعي.
  • تناول الخضروات الورقية مثل البروكلي والخس، لما تحتويه من حمض الفوليك والفيتامينات الضرورية.

في الختام، تمثل هشاشة العظام تهديدًا جديًا للصحة، حيث يمكن أن تؤثر على الجميع في مختلف الأوقات. من الضروري تبني عادات غذائية وصحية سليمة منذ الصغر لتعزيز صحة العظام والحفاظ على الحياة الصحية والسعيدة.