العنف الأسري، من منظور لغوي، يُعرَّف على أنه استخدام العنف داخل الأسرة، حيث تنشأ الأفعال المسيئة من فرد تجاه شخص آخر في الأسرة. يمكن أن يكون ذلك عنفًا موجهًا من الزوج ضد زوجته أو العكس، بالإضافة إلى عنف أحد الوالدين تجاه الأبناء أو حتى العكس. يمتلك العنف الأسري مظاهر متعددة، قد تكون جسدية، نفسية، جنسية، أو حتى عن طريق التهديد وسلب الحقوق.

أسباب العنف الأسري

  • تتعدد الآراء حول الأسباب التي تدفع الأفراد لممارسة العنف ضد أفراد أسرهم أو شركاء حياتهم.
  • تشير الأبحاث إلى أن حوالي 75% من ضحايا العنف الأسري هم من الأطفال، مما يشير إلى تأثير التنشئة الاجتماعية على سلوك المعنف.
  • إن ما يتعرض له الفرد خلال طفولته يؤثر على حياته المستقبلية وشخصيته وتفاعلاته الاجتماعية.
  • إذا نشأ الطفل في بيئة مليئة بالتوتر وعدم الاستقرار، فمن المرجح أن يشعر بعدم الثقة تجاه من حوله.
  • الشعور بالعجز قد يقود البعض إلى استخدام العنف كوسيلة لتعويض ضعفهم، خاصة تجاه أفراد أسرهم كالأبناء أو الزوجة.
  • عندما ي witness الطفل والده يعتدي على والدته أو يتسبب في خلافات، فإن ذلك يؤثر عليه نفسيًا وعقليًا.

الأسباب النفسية للعنف الأسري

  • تُظهر العديد من النظريات تأثير الاضطرابات النفسية، حيث أن التعرض للعنف في مرحلة الطفولة قد يجعل الفرد أكثر تعرضًا للعنف في مرحلة البلوغ.
  • تشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين شهدوا عنف والديهم أو تعرضوا للعنف في طفولتهم غالبًا ما يظهرون سلوكيات غير سوية ويعبرون عن عنفهم في الحياة البالغة.

أشكال العنف الأسري

يسعى العنف الأسري بكافة أنواعه إلى السيطرة والتحكم في الضحية، وله العديد من الأشكال والطرق التي يمكن أن يمارس من خلالها

  • العنف الجسدي

  • يمثل العنف الجسدي فعلًا يهدف إلى إحداث الخوف والألم، ويتضمن الضرب، اللكم، والحرق، مما يؤدي إلى ألم وإصابات فعلية.
  • يمكن أن يجبر العنف الجسدي الضحية على الانخراط في سلوكيات سيئة ضد إرادته مثل تعاطي المخدرات.
  • أيضًا، يمكن أن يتجلى الأذى الجسدي في الاعتداء على حيوانات المنزل كوسيلة لإلحاق الأذى النفسي بالضحية.

العنف النفسي

  • يندرج العنف النفسي (أو العاطفي) تحت سيطرة الممارسات التي يمكن أن تحرم الضحية من حرية اتخاذ القرار من خلال الإذلال سواء سرًا أو علنًا.
  • يتضمن أيضًا إحراج الضحية، وتقليل من قيمتها، وعزلها اجتماعيًا، وابتزازها عاطفياً.
  • من صور الاعتداء العاطفي أيضًا حرمان الضحية من احتياجاته الأساسية مثل المال.
  • تشمل إساءة الألفاظ والشتائم والتي تعتبر تهديدًا وإيذاء نفسيًا.
  • يعاني كثيرون من مشاعر الإحباط، والنظرة التشاؤمية، والشعور بالاستسلام وعدم القدرة على التغيير.
  • قد يعاني الضحايا، سواء رجالاً أو نساءً، من الاكتئاب وربما يفكر بعضهم في الانتحار هربًا من المعاناة.

العنف الجنسي

  • العنف الجنسي يُعرَّف بأنه إجبار شخص على ممارسة نشاط جنسي غير مرغوب فيه، ويُعتبر أذى نفسي أكثر مما هو أذى جسدي.
  • يتم الاعتداء على الضحية باستخدام القوة والتهديد لتحقيق رغبات المعتدي.
  • يشمل هذا النوع من العنف التحرش الجنسي والأفعال غير المرغوبة، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية بين الزوجين.
  • تعتبر هذه الأفعال أشكالًا من العنف الأسري وقد تم اتخاذ إجراءات قانونية لمكافحتها.
  • تشمل الاعتداءات غير المبررة الزواج المبكر واستغلال الأطفال.

نتائج العنف الأسري

  • تشير الدراسات إلى أن العنف الأسري يؤدي إلى تداعيات سلبية خطيرة على الأفراد والمجتمع.
  • غالبًا ما يتميز الأفراد الذين يمارسون العنف بسرعة الغضب والسلوك الهمجي.
  • ترتبط الآثار النفسية بإحساس بعدم الثقة، واضطرابات القلق والاكتئاب.
  • يتجه العديد من الضحايا إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للهرب من مشكلاتهم النفسية.
  • يمكن أن يؤدي العنف إلى التفكك الأسري، وقد تصل الأمور إلى الطلاق.
  • العنف ضد الأطفال يمكن أن يؤثر على مستقبلهم، حيث يصبح الطفل أكثر عرضة للمشاكل النفسية والاستغلال.
  • ممكن أن ينشأ الطفل في بيئة عنيفة، مما يجعل العنف يبدو طبيعياً في حياته لاحقًا.
  • يوجد قوانين تتعلق بالعنف الأسري، مثل العنف ضد المرأة، وقوانين حماية الأطفال.
  • تساعد هذه القوانين في بناء أسر مستقرة وتعزز من تنشئة أفراد متوازنين نفسيًا.

استراتيجيات معالجة العنف الأسري والوقاية منه ودور الإعلام

  • في ضوء المخاطر المستترة للعنف الأسري، فإنه من الضروري تعزيز الوعي بحقيقته وتأثيراته على الأفراد والمجتمع.
  • تساهم التوعية الأسرية بشكل كبير في تعزيز التوافق بين أفراد الأسرة.
  • يساهم ذلك في خلق توازن يدعم قيم الحب والتفاهم والحرية.
  • يمكن للإعلام أن يلعب دورًا محوريًا في توعية الأزواج بالشكل الصحيح للحياة الزوجية ومتطلباتها.
  • يمكن أن يسهم الإعلام في تعزيز قيمة المرأة في المجتمع وعدم الاستهانة بها.
  • تتضمن التوعية الدينية أيضًا تشجيع التراحم الأسري وتماسك الروابط الأسرية.

في الختام، من الضروري تقديم النصح والتثقيف الاجتماعي والتعليمي، وتنظيم محاضرات وندوات تسلط الضوء على ظاهرة العنف الأسري وتداعياتها الخطيرة.