يعتبر التداوي بالأعشاب من أبرز الوسائل العلاجية المعروفة منذ العصور القديمة، حيث كان الطب العشبي هو السائد في تلك الأوقات، في وقت كان فيه وجود الأطباء محدودًا. اعتمدت المجتمعات آنذاك على العلاجات الطبيعية بنسبة 100%، حيث لم يكن التداخل الكيميائي واضحًا في تلك الفترات. لكن مع تقدم الزمن، شهد الطب البديل تطورات كبيرة، حيث أضحت التدخلات الكيميائية تعجل من عمليات الشفاء.

التداوي بالأعشاب

يمتلك التداوي بالأعشاب تاريخًا عريقًا، إذ استخدمته شعوب وثقافات مختلفة حول العالم في أنواع متعددة من العلاجات، لذا من الضروري التعرف على تاريخ هذا النوع من الطب البديل.

تاريخ التداوي بالأعشاب

منذ الأزمنة القديمة، اعتاد البشر على استخدام الأعشاب للعلاج في جميع قارات العالم، وما زال العديد منهم يمارسون التداوي بالأعشاب عبر إضافتها إلى الطعام أو من خلال استخدام التوابل العشبية، التي تساعد في تقليل انتشار البكتيريا في الأطعمة المختلفة.

المجتمعات التقليدية

في معظم المجتمعات التي لا تعتمد على الصناعة، يُعتبر التداوي بالأعشاب بمثابة أمر عادي وممارس يوميًا. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 80% من سكان العالم يعتمدون على الأعشاب كوسيلة رئيسية للعلاج، كبديل للأدوية الكيميائية. يعود ذلك أيضًا إلى ارتفاع تكاليف الأدوية الكيميائية، مما يجعل العلاجات العشبية، الطبيعية والرخيصة، سائدة. وقد أصبح بإمكان العديد من الأشخاص زراعة الأعشاب بأنفسهم واستخدامها في طعامهم.

تطور التداوي بالأعشاب

اليوم، يزداد اهتمام العلماء في مجالات الأحياء المجهرية وعلم النبات بالطب العشبي، حيث يهدف الباحثون إلى تطوير العناصر الفعالة في الأدوية المستخرجة من الأعشاب، مما يشير إليه تقرير منظمة الصحة العالمية بأن 25% من الأدوية الحديثة تحتوي على مكونات من الأعشاب.

أنواع النباتات وفوائدها الطبية

توجد العديد من النباتات ذات الفوائد الطبية، دعنا نستعرض بعضها وفق النقاط التالية

نبتة القنفذ

تُعتبر نبتة القنفذ من أكثر النباتات مبيعًا في الولايات المتحدة، إذ تعود أصولها إلى ثقافة الهنود الحمر. تُستخدم في علاج نزلات البرد، وتعزيز شفاء الجروح، كما أن لها تأثيرًا إيجابيًا على التهابات الجهاز التنفسي وتدعيم مناعة الجسم ضد بعض أنواع السرطان.

نبتة الهندباء

نشأت نبتة الهندباء في قارة آسيا، وكانت تستخدم منذ القدم في عدة أدوية. تستخدم بشكل أساسي في معالجة أمراض الكبد وتنظيفه، بالإضافة إلى تعزيز الهضم. تزيد هذه النبتة من إفراز العصارة الصفراوية وتعمل على خفض مستوى السكر في الدم من خلال تعزيز وظيفة البنكرياس.

نبتة القراص

تشتهر نبتة القراص بفعاليتها في علاج الالتهابات، وكذلك الأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي. تعزز من وظائف الكبد وتساعد في معالجة الالتهابات في المسالك البولية وبعض مشكلات الجلد.

الشاي الأخضر

يعتبر الشاي الأخضر من أكثر المشروبات شهرة في العالم، بفضل فوائده الكبيرة ومحتواه من مادة الكاتشينات، التي تعد من أفضل مضادات الأكسدة. يساعد الشاي الأخضر في تقليل الدهون بالجسم ويعزز من صحة الخلايا، مما يقيها من التحول إلى خلايا سرطانية.

مطحون جذر الكركم

تعتبر زراعة الكركم منذ وقت طويل مصدرًا للعلاج في شرق آسيا، ويحتوي على الكركمين، الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة. يعمل الكركم على تنقية الكبد ودعم الجهاز المناعي، كما يساعد في انخفاض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.

الأعشاب الصينية

عند مناقشة التداوي بالأعشاب، من الضروري الإشارة إلى الأعشاب الصينية التي تمثل مصادر قيمة في علاج الأمراض. حيث تحتوي الأعشاب الصينية على تكوينات متنوعة تشمل الأوراق، السيقان، الزهور، والجذور، بالإضافة إلى العناصر البحرية.

اقرأ المزيد هنا

استخدام الأعشاب في منطقة الشام

تتعدد الأعشاب المستخدمة في منطقة الشام لأغراض علاجية. وفيما يلي بعض الأمثلة

حليب الشوك

يعتبر حصين الشوك من أهم النباتات العلاجية في الشرق الأوسط وله تاريخ يعود للفترة اليونانية القديمة، ويتميز بقدرته في

  • تحسين وظيفة الكبد وتعزيز نشاط الطحال.
  • تنظيف الجسم من السموم.
  • تحسين أداء الجهاز الهضمي.
  • خفض مستويات الدهون علاوة على معالجة ضغط الدم المرتفع.
  • كونه مضادًا قويًا للأكسدة.
  • مساعدة في تقليل الآثار الجانبية الناتجة عن العلاجات الكيميائية.

نبات المرمر

تعد هذه النبتة الطويلة، التي قد تصل إلى 50 سم، فعالة في

  • علاج نزلات البرد.
  • مكافحة الروماتيزم.
  • تحسين الهضم.
  • معالجة مشكلات الجهاز التنفسي.
  • علاج فقر الدم.
  • تخفيف أعراض أمراض القلب.
  • التعامل مع الجروح والتهابات العين.

أوراق النعناع

يُعتبر النعناع من الأعشاب العطرية المعروفة والتي تستخدم على نطاق واسع. يحتوي النعناع على فوائد عديدة مثل

  • تقوية اللثة.
  • تخفيف الغازايات في المعدة.
  • تخفيف الآلام المعدية.
  • تعزيز القدرات الجنسية.
  • مقاومة انتشار السرطان.
  • تخفيف أعراض الصداع وآلام المفاصل.
  • علاج التهابات العين.
  • مساعدة في تخفيف السعال والغثيان.

إذًا، تحتل فوائد النعناع مكانة بارزة، لذا يُوصى باستخدامه بشكل يومي بمعدل معتدل.

اقرأ المزيد هنا

الطب العشبي ومرض السكري

يعتبر مرض السكري من التحديات الكبيرة التي تؤثر على جودة حياة المصابين به.

يتسبب السكري في العديد من المضاعفات الجسيمة، خاصة فيما يتعلق بأمراض الأوعية الدموية والشرايين.

لذا، يجب مراقبة مستويات السكر بانتظام للحفاظ على صحة الأوعية الدموية.

يُنصح الأطباء مرضى السكري باستخدام أعشاب معينة لضبط مستويات السكر في الدم، منها

عشبة النوني

تساعد هذه العشبة في زيادة مستوى السيروتونين، وهو مضاد التهاب ومضاد أكسدة، مما يساعد على توازن مستويات الدهون والسكر في الجسم. تتواجد هذه العشبة في عدة أشكال مثل العصائر والمساحيق والكمكبسولات.

عشبة الجيمنيما

تُساهم هذه العشبة في زيادة الحساسية لغشاء الخلية تجاه الأنسولين، مما يُعزز القدرة على علاج السكر.

القتاد

تشير والبحوث حول الأعشاب إلى فوائد القتاد التي تتضمن

  • دعم الطاقة في جسم الإنسان.
  • تعزيز مناعة الجسم.
  • القدرة على تنظيم مستوى السكر مما يساعد في علاج السكري.

بهذا، نكون قد استعرضنا تفاصيل التداوي بالأعشاب وعرض أهميته والفاعلية الطبية للأعشاب، خصوصًا تلك المستخرجة من البيئة البحرية في الطب الصيني، كما تطرقنا إلى علاقتها بمرض السكري ودورها في ضبط مستوياته. نأمل أن يكون المقال قد أضاف لكم قيمة وفائدة.