نظرًا للأهمية الكبيرة لوادي الملوك كأحد المعالم الحضارية التي تعود لعصر الفراعنة، يطرح الكثير من المهتمين سؤالًا محوريًا أين يقع وادي الملوك المصري لا يزال عصر الفراعنة مليئًا بالألغاز والمعجزات التي حيرت العقول، وما زالت تذهل الباحثين حتى اليوم، بفضل براعة المصريين القدماء في مجالات متعددة من الفنون والعلوم التي تم اكتشافها مؤخرًا في العصور الحديثة.
يعتبر وادي الملوك أحد أبرز إنجازات أجدادنا القدامى، وقد شغل اهتمام العلماء حول العالم لعقود طويلة. سنستعرض في الفقرات التالية القصة الكاملة وراء هذا المعلم الأثري وما يكتنزه من أسرار.
أين يقع وادي الملوك
بفضل الشهرة الواسعة التي اكتسبها وادي الملوك، نظرًا لثرائه الثقافي والأثري، دفع ذلك الكثير من المهتمين في مجال الدراسات الأثرية وعلوم المصريات للتساؤل أين يقع وادي الملوك ولم يقتصر هذا الاهتمام على العلماء فحسب، بل امتد ليشمل السياح القادمين من مختلف بقاع الأرض للاستمتاع بمعرفة تاريخه وأسراره، وكذلك لمشاهدة المقابر والنقوش الرائعة.
- يُعتبر وادي الملوك من أهم المعالم الأثرية والحضارية في مصر.
- ويصنف كواحد من أشهر المزارات السياحية العالمية.
- تم اعتماد وادي الملوك كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة السياحة العالمية في عام 979.
- يتوجه السياح من كافة أنحاء العالم إلى هذا المكان، لاكتشاف وتفسير أسرار هذا المعلم العظيم والاستمتاع بالتعرف على كنوز مصر الثمينة.
- يشهد الوادي إقبالًا خاصًا من الزوار خلال فصل الشتاء للاستمتاع بالطقس الدافئ في جنوب مصر.
- يقع وادي الملوك في جنوب مصر، وتحديدًا في مدينة الأقصر، على الضفة الغربية لنهر النيل.
- ينقسم الوادي إلى قسمين الجهة الشرقية والجهة الغربية.
- أطلق عليه المصريون القدماء اسم “تا انت” بمعنى الوادي.
- استُخدم وادي الملوك على مدار حوالي خمسة قرون في بناء مقابر أكبر ملوك وأمراء الفراعنة.
- كان ذلك خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد، أي في عصر الأسر الحاكمة، حيث امتد الوادي من الأسرة الثامنة عشر إلى الأسرة العشرون.
- أول ملك فرعوني دفن في الوادي هو تحتمس الأول.
- ومن أبرز الشخصيات التي تم اكتشاف مقابرهم هناك الملك توت عنخ آمون، ورمسيس السادس، وتحتمس الثالث، وسيتي الأول.
الموقع الجغرافي
اهتمام كثيرين بمعرفة موقع وادي الملوك في مصر يقتضي توضيح الخريطة التفصيلية لهذا المعلم الأثري، لذا نعرض التفاصيل التالية
- كما أشرنا سابقًا، يقع وادي الملوك في جبانة طيبة على ضفاف نهر النيل، وتحديدًا في البر الغربي للنهر بمحافظة الأقصر.
- يمتاز الوادي بشكله الضيق والعميق المُحاط بالارتفاعات والصخور، مما يجعله أشبه بحفرة عميقة، حيث تم تشييده خلف جبل مدينة طيبة.
- يقترب منه كل من وادي الملكات ومعابد الدير البحري وأبو سمبل ورامسيوم وتمثال ممنون ودير المدينة الواقعة في الجهة الغربية من مدينة الأقصر.
- بينما الضفة الشرقية تحتوي على معابد الكرنك والأقصر، ومتحف الأقصر، وتربطهم “طريق الكباش”.
- يمكن الوصول إلى وادي الملوك عبر الذهاب إلى مدينة الأقصر، ثم استقلال سفينة نهرية على النيل والاتجاه نحو الجهة الغربية.
- خلال رحلتك النهرية، يمكن أن تشاهد معالم أخرى تثير إعجابك بجمالها مثل معبد “سيتي” في “القرنة”، إحدى قرى محافظة الأقصر.
- وبعد ذلك، تتبع الطريق الصحراوي الغربي الذي يمتد لنحو خمسة كيلومترات.
متى تم اكتشاف وادي الملوك
تم اكتشاف وادي الملوك خلال مراحل متعددة وعلى فترات زمنية طويلة، وهذا ما سنوضحه في الفقرات التالية
- في عام 799، قام العالم الفرنسي “دومينيك فيفانت” خلال الحملة الفرنسية برسم أولى الخرائط لموقع المقابر المكتشفة حينها.
- ولاحظ العلماء الفرنسيون إدوارد فيليه وبروسبير جولوه لأول مرة الجزء الغربي من وادي الملوك، واكتشفوا مقبرة الملك “أمنحتب الثالث” المعروفة باسم “المقبرة 22”.
- في بداية القرن التاسع عشر، توالت حملات الاستكشاف الأثري الأوروبي بقيادة العالم الفرنسي “شامبليون”، الذي تمكن من فك رموز اللغة الهيروغليفية باستخدام حجر الرشيد.
- في عام 86، عثر العالم الفرنسي “بلزوني” على عدد من المقابر، بما في ذلك “المقبرة 23” الملك خبر خبر رع.
- بعد ذلك بعام، تم اكتشاف مقبرة رقم 7 التي تضم الملك الفرعوني سيتي الأول.
- الإكتشافات لم تنته عند هذا الحد، حيث لاحقًا اكتشف العالم هوارد كارتر المقبرتين 20 و42.
- وبحلول القرن العشرين، استطاع المحامي الأمريكي “ثيودر ديفيز” إقناع المسؤولين المصريين بالسماح له بالتنقيب في الوادي، وتمكن هو وفريقه بقيادة العالم “المسيو إدوارد أيرتون” من اكتشاف العديد من مقابر الفراعنة؛ بما في ذلك المقبرتين 43 و46.
- كما عُثر على المقبرة رقم 55، التي كانت تحوي أسرار جبانة العمارنة.
- بالإضافة إلى ذلك، تم استخراج آثار الملك “توت عنخ آمون” من المقبرتين 54 و58، ليتم الإعلان بعد ذلك عن نهاية الاكتشافات الأثرية في وادي الملوك.
- ومع دخول عام 922، انطلقت مجدداً أعمال التنقيب في الوادي حيث تمكن جورج هيريت من الحصول على إذن التنقيب والعثور على مكان دفن الملك الصغير “توت عنخ آمون” في المقبرة رقم 62.
مقابر القدماء المصريين
بعد أن تناولنا موقع وادي الملوك، يجدر بنا ذكر معلومات هامة حول مقابر الفراعنة
- يحتوي وادي الملوك على 63 مقبرة لكبار المسؤولين وأبرز الشخصيات في الحضارة المصرية القديمة.
- تتفاوت أحجام هذه المقابر بين الحفر الصغيرة والمقابر الكبيرة والمعقدة، حيث تحتوي بعض المقابر على نحو 20 غرفة دفن أو أكثر.
- تضم المقابر مدافن للأمراء والملوك والنبلاء وأقاربهم من الدرجة الأولى.
- كان آخر مقبرة تم اكتشافها في وادي الملوك في عام 2006، وأطلق عليها اسم “المقبرة 63”.
- وفي عام 2008 تم الكشف عن مدخليين لنفس المقبرة.
ما هو سر اختيار الفراعنة وادي الملوك في الدفن
توجد عدة أسباب تدفع حكام الدولة الفرعونية لاختيار هذا الموقع تحديدًا لدفن موتاهم. وفيما يلي بعض هذه الأسباب
- يعود اختيار هذا المكان لتشييد المقابر إلى الملك تحتمس الأول، الذي كان ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشر، حيث أمر مهندسه “أنيني” بتصميم مقبرته بعيدًا عن أنظار اللصوص.
- قام المهندس أنيني بتشييد مقبرة الملك في الموقع الذي اختاره، ودوّن على جدرانها قصة اختيار هذا المكان.
- من الأسباب المهمة لاختيار وادي الملوك هو وقوعه بين القمم الجبلية، بعيدًا عن الأراضي الزراعية ومناطق الفيضانات السنوية.
- كما يتميز المكان بانخفاض نسبة الرطوبة، مما يسهم في المحافظة على جثامين الموتى من التحلل بعد تحنيطها.
- كان الفراعنة يؤمنون بأن موتاهم سيحيون في عالم آخر بعد الدفن، لذا كانوا يرافقون مقابرهم بجميع متعلقاتهم من كنوز وذهب، مما عرضها للسرقة من قبل اللصوص في وقت لاحق.
- ولإخفاء مقابر الملوك، كانوا يضعون قطع الفخار على أبوابها كوسيلة تمويه، لكن ذلك أصبح في النهاية دليلًا للمستكشفين على وجود مقابر الفراعنة في ذلك الموقع.
قد يثير اهتمامك أيضًا
كيف أثر وادي الملوك على السينما العالمية
يمثل وادي الملوك مصدر إلهام حقيقي لمخرجي ومنتجي السينما حول العالم، حيث أثّر بشكل كبير على الأعمال الفنية التي تم إنتاجها لتسليط الضوء على تاريخ الحضارة المصرية القديمة
- بفضل الشهرة الواسعة التي نالها وادي الملوك، بات صناع الأفلام مهتمين أيضًا بجذب انتباه المشاهد الغربي عبر تقديم محتوى يناقش معالم وآثار الحضارة المصرية القديمة التي لم يسبق أن عرضت من قبل.
- نال العديد من الأفلام والمسلسلات استحسان الجماهير الأوروبية.
- أنتجت السينما الأمريكية “هوليود” أول فيلمين بعنوان “The Valley of Kings” في عام 954، تلاه آخر في عام 964.
- في عام 980، تم اختيار وادي الملوك كموقع لتصوير أحداث الفيلم الأمريكي الشهير “The Awakening”.
- اهتم أيضًا التلفزيون الفرنسي بتصوير وإنتاج عدد كبير من المسلسلات القصيرة.
- تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية الأمريكية التي تناولت مقابر الفراعنة، بما في ذلك أول فيلم وثائقي عن أسرارهم عام 938 بعنوان “Ancient Egypt”، ولم تتجاوز مدته 9 دقائق.
- واستمر إنتاج الأفلام الوثائقية حول وادي الملوك حتى عام 2004، حيث تم تصوير فيلم بعنوان “Seven Wonders of Ancient Egypt”.
هنا تجد
وادي الملوك والسينما العربية
- ولا يمكن إغفال صناع السينما في الوطن العربي، لاسيما المصريين، حيث تم تصوير العديد من الأعمال في وادي الملوك.
- في عام 965، تم تصوير الفيلم المصري الشهير “غرام في الكرنك”، الذي استعرض جمال المعالم الأثرية كمعبد أبو سمبل والدير البحري.
- كما تم إنتاج مسلسل مصري يحمل نفس الاسم “وادي الملوك”.
وبعد أن أجبنا عن السؤال حول “أين يقع وادي الملوك”، ندعوكم الآن لاستكشاف هذا المعلم الأثري العظيم والتعرف على قصته وأسراره.