يتساءل العديد من المهتمين بدراسة تاريخ دولة الإمارات الحديث عن أول نظام تعليمي فيها. يُعتبر التطور الملحوظ في مجال التعليم الإماراتي أحد أبرز الدلائل على الجهود الكبيرة التي بذلها الآباء المؤسسون بهدف رفع مستوى الدولة وتحقيق تطور شامل، حيث يمثل التعليم حجر الزاوية الرئيسي في نهضة وتقدم أي أمة.
لمحة عن التعليم في دولة الإمارات المتحدة
كان النظام التعليمي في الإمارات في الماضي يختلف بشكل كبير عن النظام القائم حالياً، حيث استند في بدايته على نظام الكتاتيب، الذي كان يُعنى بتعليم الأطفال القرآن الكريم، وحفظ الأحاديث النبوية، إضافة إلى تعليم الخط والكتابة، وتعليم بعض أساسيات الدين الإسلامي. ومع ذلك، كانت العلوم الأخرى كرياضيات ولغة وغيرها مقتصرة على عدد قليل من الطلاب الذين تمكنوا من تعلمها.
تطور النظام التعليمي بعد ذلك تدريجياً، حيث أصبح تعليم القرآن الكريم يشمل دراسة شاملة لعلومه وأحكامه وعقائده. كذلك تم تدريس النحو والتفسير وعلم الإملاء والتاريخ من خلال نظام الحلقات الدراسية، والتي أسهمت في تخريج جيل من العلماء الذين أضافوا الكثير إلى مسيرة التعليم في الإمارات.
لكن التعليم النظامي بالشكل الذي نعرفه اليوم لم يبدأ في الظهور إلا في أوائل القرن العشرين، حين تم إنشاء المدارس واستقدام كفاءات تعليمية من دول متعددة، لإكساب الطلاب الإماراتيين المهارات والمعارف اللازمة.
ما هي أول مدرسة نظامية في الإمارات
يُعتبر التعليم النظامي في الإمارات نقطة الانطلاق نحو التعليم الحديث، وتُعد المدرسة القاسمية أول مدرسة نظامية تم افتتاحها في دولة الإمارات، حيث تم تدشينها في العام الدراسي 953/954، لتصبح أول سنة دراسية تُسجل في تاريخ التعليم الإماراتي، وقد تبنى التعليم في هذه المدرسة نظام المقررات الدراسية.
تشمل المدرسة عدة فصول دراسية، مع وجود اختبارات تُمنح بموجبها شهادات نجاح للطلاب المتفوقين.
تلت تلك المرحلة تطورات كبيرة في التعليم الإماراتي بعد تأسيس الدولة في أواخر عام 97، حيث تم إنشاء عدة وزارات وهيئات حكومية بما في ذلك وزارة التربية والتعليم، التي تولت مهمة تطوير التعليم وتوسيع نطاق المدارس، واستقدام الخبرات والبعثات العلمية من مختلف البلدان العربية، بهدف القضاء على الجهل وبدء مرحلة تعليمية جديدة قائمة على التطور والابتكار.
أول مدرسة تم تأسيسها في الإمارات
بعد توضيح أول مدرسة نظامية في الإمارات، يجدر ذكر أن المدرسة الأحمدية كانت من أوائل المدارس شبه النظامية، والتي تُعتبر نقطة متقدمة في مراحل تطور التعليم الإماراتي، وقد تم تأسيسها عام 92 في إمارة دبي.
أسسها أحمد بن دلموك، تاجر اللؤلؤ المعروف في تلك الفترة، ورغم وفاته قبل الانتهاء من تأسيس المدرسة، إلا أن نجله الشيخ محمد استكمل ما بدأه والده، مُسميًا المدرسة الأحمدية نسبة إليه. وقد تخرج من هذه المدرسة العديد من شخصيات إمارة دبي البارزين، مثل
- الشيخ الجليل محمد بن يوسف الشيباني.
- الشيخ المبجل عبد العزيز بن حمد آل مبارك.
- الشيخ القدير علي بن حسين الجزيري.
- الشيخ الجليل محمد العبسي الأزهري اليماني.
بهذا لقد أجبنا على بعض التساؤلات حول أول مدرسة نظامية في الإمارات وتطرقنا إلى لمحة سريعة عن التعليم في دولة الإمارات، مع الإشارة إلى أول مدرسة تم تأسيسها في الدولة.